مقالات | لماذا إنتشر الإسلام في العالم في أقل من مائة عام ولماذا هو اليوم غير مقبول لدى كثير من البشر؟….بقلم محمد مصطفى



بقلم محمد مصطفى
إن الإجابة البديهية على هذا السؤال هي لابد أن إسلام اليوم ليس هو إسلام الأمس؛ أي أن الفكر الإسلامي قد تم تحريفه؛ ومبادئ الإسلام قد تم إفراغها من مضمونها ومن الهدف الذي وضعت من أجله والشواهد كثيرة فعلى سبيل المثال مبدأ صلة الرحم؛ من المؤكد أن الهدف كان هو المودة والتعاون بين أفراد العائلة الواحدة؛ فلننظر كيف يتعامل
متدينون اليوم مع هذا المبدأ:
أعرف رجل متدين يشهد له الناس بالورع والتقوى؛ كان حريصاً على مبدأ صلة الرحم فكان يذهب لزيارة شقيقته مرتين كل عام؛ مرة في عيد الفطر ومرة في عيد الأضحى؛ يذهب ليجلس على نفس الكرسي ويتحدث مع شقيقته ساعة أو أكثر في أمور عامة وربما تافهة ولكنه أبداً لا يتحدث في الأمور الحياتية والمشاكل الحياتية التي ربما تعاني منها أسرة شقيقته وما كان يسمح لها أبداً بالتطرق إلى ذلك الحديث؛ ويأتي بعد ذلك أبناء شقيقته ليسلمون عليه ويأخذون العديه دون أن يتحدث مع أحد منهم أو يسأله عن أحواله؛ وينصرف؛ لم يفكر مرة واحدة في إصطحاب أبناءه معه ليتعرفوا على أبناء شقيقته ولم يفكر مرة واحدة في دعوة أبناء شقيقته لزيارته بمنزله؛ والسبب ببساطه أنه كان ميسور الحال ولم تكن شقيقته على نفس المستوى ليس لسبب سوى أنه حصل على قدر من التعليم مكنه من هذا المستوى وقد كان يكبر شقيقته بسنوات عديدة وقد توفى والدهم وهي طفلة صغيرة فكان لها بمثابة الأب وقد منعها من التعليم بحجة أن التعليم مفسدة للبنت وقد أمر الله النساء بأن يقرن في بيوتهم بل أنه منعها من الخروج من المنزل أو حتى النظر من الشباك؛ فنشأت في عزلة عن العالم حتى تزوجت من شخص أقل من أخيها في المستوى المادي؛ ولهذا لم يكن أخيها راغباً في أن يختلط أبناءه بأبناء شقيقته التي كان ينظر لها على أنها من طبقة إجتماعية غير الطبقة التي هو منها.
ورجل آخر متدين لم يكن يذهب لزيارة شقيقته أبداً فقد كانت من طبقة أقل من طبقته؛ وعندما قرر الذهاب لأداء فريضة الحج تنبه إلى أنه لا يصل رحمه فقرر الذهاب لزيارة شقيقته وجلس على نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه أخيه وبالتالي لم يرحب به أبناء شقيقته؛ فلم يهتم لذلك لقد أرضى ضميره و أدى فريضة صلة الرحم وإنصرف وهو راض جداً وذهب لأداء فريضة الحج وعاد ولم يذهب مرة أخرى لزيارة شقيقته.
وفريضة الحج شاهد آخر؛ فمن المؤكد أن الهدف من الحج كان حتى يشعر الناس أنهم متساوون؛ وحتى يشعر الغني بمعاناة الفقير؛ فهم يرتدون نفس الرداء ويبزلون نفس الجهد في الطواف أما اليوم فقد تحول الحج إلى نزهة عن طريق القرعة أو الحج السياحي حيث الفنادق الفاخرة و السفر بالطائرة وكلما كان معك مال أكثر كلما إستمتعت بالحج أكثر؛ ويالها من أموال طائلة تلك التي تنفق على فريضة الحج؛ لو كان محمد يعيش معنا اليوم ورأى كم من المسلمين يموتون جوعاً وكم من الأموال تنفق على فريضة الحج لألغى فريضة الحج وحرمها على المسلمين.

بل أنه لو كان يعيش الآن بين مسلمين اليوم للعنهم ولعن تفكيرهم ولندم على ما آتاهم به؛ فلا تعيشوا على روث الأبطال و تظنون أنكم على نفس النهج؛ لقد كان إبراهيم بطلاً فقد تحدي قومه وحطم أصنامهم وكان محمد بطلاً فقد تحدى قومه وأقسم أنه لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره على أن يترك هذا الأمر الذي يرى أنه الحق لما تركه حتى يظهره الله أو يهلك دونه؛ أما أنتم فقد حولتم مبادئ الإسلام لمجرد شعائر وطقوس تتوارثوها دون تفكير في الهدف منها؛ أنتم الآن أشبه مايكون بكفار قريش حتى أن كل ما ذكر في القرآن من خطاب موجه لكفار قريش أو لكفار إبراهيم يمكنا اليوم أن نوجه لكم نفس الخطاب ؛ هذا ما ألفينا عليه آبائنا أولو كان آبائهم لا يعقلون صم بكم عم فهم لا يفهون؛ أنتم وآبائكم في ضلال مبين؛ أليست الكعبة من حجر لا ينطق كما الأصنام.

صوت العلمانية
شاركه على جوجل بلس

عن Editor

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق