زاوية أقلام الأعلام في مداد العلمانية..إعداد: م.وصال يونس.




إعداد: م. وصال يونس
مصطلح العلمانية تاريخياً أول ما نشأ كمذهب فكري في القرن السابع عشر، عبر الفيلسوف  الهولندي/إسبينوزا / الذي كان أول من أشار للمصطلح بما معناه بقوله :الدين يحوّل قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية/، وبقوله / أن الدولة هي كيان متطور وتحتاج دومًا للتطوير والتحديث على عكس شريعة ثابتة موحاة/،  وهو كفيلسوف يرفض اعتماد الشرائع الدينية مطلقًا مؤكدًا، ويعتبر أن قوانين العدل الطبيعية والإخاء والحرية هي وحدها مصدر التشريع.
أقدم التلميحات للفكر العلماني تعود للقرن الثالث عشر في أوروبا، حين دعا مارسيل البدواني في مؤلفه «المدافع عن السلام» إلى الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية واستقلال الملك عن الكنيسة.
خلال عصر النهضة في أوروبا، في القرن الخامس عشر، كتب الفيلسوف وعالم اللاهوت /غيوم الأوكامي/ حول أهمية  فصل الزمني عن الروحي، بمعنى /على السلطة الدينية، و السلطة المدنية أن يتقيدا بالمضمار الخاص بكل منهما، فإن الإيمان والعقل ليس لهما أي شيء مشترك وعليهما أن يحترما استقلالهما الداخلي بشكل متبادل.
الفيلسوف الإنكليزي /جون لوك/  في القرن السابع عشر ميلادي كتب في موضوع العلمانية: /من أجل الوصول إلى دين صحيح، ينبغي على الدولة أن تتسامح مع جميع أشكال الاعتقاد دينياً، أو فكرياً، أو اجتماعياً، ويجب أن تنشغل في الإدارة العملية، وحكم المجتمع فقط، لا أن تنهك نفسها في فرض هذا الاعتقاد ومنع ذلك التصرف/...ويقول: /هكذا يكون العصر هو عصر العقل، وسيكون الناس أحراراً، وبالتالي قادرين على إدراك الحقيقة / .
ثالث رؤساء الولايات المتحدة الإمريكية/ توماس جيفرسون/  يقول : /إن الإكراه في مسائل الدين، أو السلوك الاجتماعي هو خطيئة واستبداد، وإن الحقيقة تسود إذا ما سمح للناس بالاحتفاظ بآرائهم وحرية تصرفاتهم/. ..و ذلك عام 1786 / أن الأمم الحديثة لا يمكن أن تبني هويتها على أي من الخيارات الطائفية، أو تفضيل الشريحة الغالبة من رعاياها سواءً في التشريع أو في المناصب القيادية، فهذا يؤدي إلى تضعضع بنيانها القومي من ناحية، وتحولها إلى دولة تتخلف عن ركب التقدم بنتيجة قولبة الفكر بقالب الدين أو الأخلاق أو التقاليد/.

الكاتب البريطاني /جورج هوليوك/ 1851: /لا يمكن أن تفهم العلمانية بأنها ضد المسيحية هي فقط مستقلة عنها؛ ولا تقوم بفرض مبادئها وقيودها على من لا يود أن يلتزم بها، المعرفة العلمانية تهتم بهذه الحياة، وتسعى للتطور والرفاه في هذه الحياة، وتختبر نتائجها في هذه الحياة/. بما معناه أن العلمانية ليست أيديولوجيا، أو عقيدة بقدر ما هي طريقة للحكم، ترفض وضع الدين أو سواه كمرجع رئيسي للحياة السياسية والقانونية، وتتجه إلى الاهتمام بالأمور الحياتية للبشر بدلاً من الأمور الأخروية، أي الأمور المادية الملموسة بدلاً من الأمور الغيبية.

نشرت في العدد/ 0 / كانون الأول /2016 لمجلة صوت العلمانية

 جميع الحقوق محفوظة لرابطة العلمانيين السوريين © 2016  
شاركه على جوجل بلس

عن Editor

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق