زاوية أقلام الأعلام في مداد العلمانية| تصون العلمانية مفهوم التعددية في المجتمع الحديث..إعداد: م.وصال يونس.



إعداد: م. وصال يونس
لايمكن النجاح، أو التقدم أي خطوة في المجال العام كمجال بناء مؤسسات سياسية وقانونية مستقرة، وموضع ثقة من جميع الفئات، دون وجود اتفاق حول الأغراض السياسية التي ينبغي تحقيقها من وراء التنظيم السياسي، أو القانوني، فيصبح دور العقل العملي محصوراً في تقرير طرق التنظيم السياسي والقانوني الكفيلة بتحقيق هذه الأغراض على النحو الأمثل/ .
يقول المفكر الأردني /عادل ضاهر/ في كتابه /أوليّة العقل / الصادر عن دار أمواج، هذا الدور للعقل الوسائلي العملي أمر ممكن في حال كون الأغراض المتفق عليها دنيوية لا أخروية، وإن الاستنجاد بالدين والاعتبارات الدينية لتقرير الغايات الدنيوية الموصلة لأغراض أخروية أصلا غير مجمع عليها، سيباعد أكثر بين وجهات النظر، ومن الصعب وصول أبناء المجتمع الواحد إلى تصور ديني واحد للخير والى اتفاق على كل الغايات التي تتمحور حولها اختياراتنا وأفعالنا الفردية والجمعية، وليس لفريق من الفرقاء أن يفرض تصوره الخاص للغايات الجديرة بالتبنّي، كما يفرض العقل العملي .فالأحرى أن يحاول جميع الفرقاء الوصول إلى أرضية مشتركة للتصور الشامل للخير وللقيم الأخلاقية عامة، ولكل فريق الحق أن يحتفظ بنظرته القيميّة الخاصة، الشاملة، على ألا يجعلها محور أفعاله في المجال العام، مطالباً بتشكيل المجتمع السياسي والقانوني بحسب مقتضياتها، أي لا يحق لفريق أن يحلّ سلطته المعرفية محل سلطة معرفية لفريق ٱخر، وهذا هو الفحوى الأساسي لمفهوم التعددية في المجتمع الحديث، وإنّ إقحام الدين في المجال السياسي القانوني العام سيثير شتّى الأسئلة حول طبيعة الدين ودوره في الحياة العامة وحدود هذا الدور، وجواز اتخاذه بعدا سياسياً، وغير ذلك من الأسئلة التي كانت وما تزال مثار جدل بين العلمانيين واللاعلمانيين، وعلى العكس سيكون معرقلا في المحاولة لوضع حدّ للخلافات الدينية، فاللجوء إلى إقحام الدين، أو دين معين في الحياة السياسية، يعني اللجوء إلى نصوص دين معين لا نصوص دين سواه، مما يؤدي إلى خلافات على مستويات أكبر متعددة في الحياة العامة، إضافة إلى ما يتضمنه هذا اللجوء من خلافات على فهم النصوص حتى من قبل أتباع الدين الواحد.

المصادر: أولية العقل- عادل ضاهر- الطبعة الأولى عن دار أمواج.
شاركه على جوجل بلس

عن Editor

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق